لماذا يتعين عليك أن تضيف مقاطع فيديو أطول لاستراتيجية المحتوى الخاصة بك؟

هناك فرضيتان جوهريتان حول الفيديوهات الرقمية تبدو وكأنها تلاشت تباعا عبر النجاح المستمر لنموذج المحتوى الطويل: 

• أن الفيديو عبر الإنترنت يفضّل أن يكون قصيراً ولطيفاً
• احتمالية أنّ الجماهير الأصغر سنا قد لاتستطيع المحافظة على مستوى الانتباه ومدى التركيز لفترة طويلة من الوقت 

هذه الافتراضات حول كيفية استيعاب الجمهور الشاب للفيديو الاجتماعي تسطّح وتبالغ تماما في تبسيط اتجاهات الفيديو الرقمي، وأنماط المشاهدة، وتنوع الجمهور. في حين أن منصات الفيديو الاجتماعية القصيرة مثل تيك توك أو النموذج الجديد للفيديو القصير Quibi اللذان يكتسبان اهتمامًا على التوالي وشعبية متصاعدة، تواجدها الفعال لا يعني أن الفيديو الطويل قد انتهى تدريجياً. في الواقع، العكس هو الأصوب.

فضاءات الفيديو الرقمي واسعة، لكن  ما يخدم اليوم منشئي المحتوى والجماهير على حد سواء هو وفرة الخيارات، وتوفر الكثير منها. 

وهذا يعني أن هناك فرصة كافية الآن في صناعة الفيديو الرقمي لتزدهر مقاطع الفيديو القصيرة والطويلة، في حين أن المنصات التي تستضيفها لا تظهر أي علامات على التباطؤ. 

دعونا نتعمق أكثر في سبب استمرار ارتفاع مقاطع الفيديو الطويلة ولماذا يعد ذلك أمرًا جيدًا لكلا الطرفين، منشئي المحتوى والعلامات التجارية.

المنافسة على أوقات الذروة 

وبما أن صناعة المحتوى قد أوجدت طريقها إلى غرف المعيشة واضعة محتوى الفيديو الرقمي على سدة التنافس على عروض المشاهدة في وقت الذروة ، فهناك حاجة متنامية لمقاطع الفيديو الطويلة حيث تستمر عادات مشاهدة التلفزيون في الاتجاه نحو خدمة الفيديو حسب الطلب والمنصات الرقمية مثل يوتيوب، خاصة بين الشرائح الأصغر سنًا. يؤثر هذا على كيفية تعامل منشئي المحتوى مع خطوة إنشاء المحتوى ويستمر ذلك في توجيه انتباه العلامات التجارية بشكل مباشر إلى إمكانيات الوصول إلى الجمهور المستهدف عبر منصات الفيديو.

ضاعف أرباح إعلاناتك وأعداد جماهيرك باستخدام مقاطع الفيديو الطويلة

يعمل العديد من منشئي المحتوى على تطوير استراتيجيات المحتوى الخاصة بهم لدمج مقاطع فيديو أطول، محققين نجاحًا باهرا في ذلك.

عندما يتعلق الأمر بأرباح الإعلانات، يخلق الفيديو الطويل فرصة أكبر للإعلان عبر الفيديو الخاص بك. إذا تم تشغيل الفيديو الخاص بك لأكثر من 10 دقائق ، فإنه يصبح مؤهلاً للإعلانات أثناء التشغيل، مما يعني أنك تزيد من المحتوى للحصول على مساحة إعلانية أكبر. نظرًا لزيادة إمكانية تحقيق الدخل، يتم بشكل طبيعي الترويج لفيديوهات أطول مع أوقات مشاهدة قوية من خلال خوارزميات المنصة.

وكانت مجلة Wired Magazine في مقالة سابقة لها نُشرت سنة 2018 قد أشارت لمقاطع الفيديو الطويلة على يوتيوب، بانتهاء مسيرة برنامج تلفزيوني كان بمثابة نهاية اللعبة للعديد من منشئي المحتوى (البعض لا يزال كذلك)، لكن البعض الآخر بدؤوا يحولون قنواتهم على يوتيوب إلى برامج تلفزيونية من أكثر من ناحية.

وبدلاً من انتظار صفقة تلفزيونية، يستفيد العديد من منشئي المحتوى من جمهورهم، وتحليلات القناة ، وقوة كونهم مؤثرين رقميّين لتمهيد طريقتهم الخاصة.

وجدير بالذكر هنا، نجم يوتيوب شين داوسون الذي قدم استراتيجية المحتوى الخاصة به في عام 2018 على هيئة برنامج وثائقي طويل للتحقيق في حياة وخلافات زملائه نجوم يوتيوب. والذي تحول بدوره إلى سلسلة حلقات طويلة، تتراوح في المتوسط من 45 دقيقة إلى قرابة الساعة من حيث المدة لكل حلقة، بأرقام مشاهدة ضخمة. ضاعفت أرقام مشاهداته السابقة، حتى بلغت مستوى الثلاثة/والأربعة أضعاف للمدة القياسية. 

شاهد العرض الأول لسلسلته الشهيرة والتي تناولت حياة مدوّن الجمال جيفري محققة أكثر من 494 ألف مشاهدة في 15 دقيقة! في حين أن شاين داوسون قد عزز نفسه بالفعل كمنشئ كبير له قاعدة جماهيرية مخصصة، إلا أن قراره بتغيير استراتيجية المحتوى الخاصة به على يوتيوب لا يزال مهمًا في الحديث عن كفاءة مقاطع الفيديو الطويلة. ويشير أيضًا إلى ضرورة بقاء جميع منشئي المحتوى ومالكي المحتوى في سياق رشيق ينسجم مع عالم الفيديو الرقمي المتسارع الخطى.

لنستعرض أيضاً سلسلة  Sam the Cooking Guy’s series “The Best…” ، والتي تستكشف فكرة بسيطة للعثور على أفضل طعام أو وصفة يمكن أن يعيد ابتكارها سام وجمهوره. في عدة حلقات تتراوح من حيث طول الوقت، كانت الحلقة الأكثر شعبية في السلسلة وعلى ساعات قناته استمرت لـ 31 دقيقة وبواقع 3.5 مليون مشاهدة حتى الآن. تميل مقاطع الفيديو الأطول لسام إلى التشابه مع توقيت برامج الطبخ التلفزيوني على نحو مساير للمألوف، مما يثبت أن الجماهير الرقمية لا تبحث عن ترفيه قصير المدى بقدر ما يبحثون عن محتوى عالي الجودة يكون في متناول أيديهم كلما احتاجوا إليه.

كيف تستفيد العلامات التجارية من مقاطع الفيديو الطويلة في إستراتيجية المحتوى الخاصة بها

مشاهدو اليوم على دراية باستراتيجيات التسويق. في مقابل اهتمامهم بالمحتوى، يطلبون الإبداع وتجارب المشاهدة الأصيلة بواسطة العلامات التجارية. 

ينبغي على الشركات التي تتطلع إلى تعميق غرضها ومدى ملاءمتها للمستهلكين التفكير في دمج مقاطع الفيديو الطويلة في استراتيجيتها الرقمية الشاملة.

قد يعني هذا الاستفادة من الجمهور المتفاعل مع المؤثرين من خلال المحتوى ذي العلامة التجارية أو إنشاء سلسلة أصلية على قنواتهم الخاصة حتى يتردد صداها في نطاق الشريحة المستهدفة بنشر مقاطع فيديو محسّنة وعبر الإنتاج المتميز لها.